أسماء الأسد من سيدة الياسمين إلى زوجة الديكتاتور بشار و شريكته في الإجرام و الفساد
-أسماء الأسد:
نسبها و عائلتها:
هي أسماء فواز الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الاسد و أم أبنائه الثلاثة (زين، كريم، حافظ الأسد)، و يلقبها الموالين للنظام السوري أيضا بسيدة الياسمين أو ياسمينة الشام.
ولدت أسماء في 11 أغسطس من سنة 1975، و تبلغ من العمر حاليا 46 سنة، والدها هو رجل الأعمال الحمصي الشهير "فواز الأخرس"، و أمها هي الدبلوماسية السورية "سحر العطري" التي كانت تعمل في السفارة السورية ببريطانيا. و قد هاجر والدا أسماء لبريطانيا للعمل و الإستقرار حيث تشاركا الحياة و النجاح هناك.دراستها و تعليمها:
نشأت أسماء نشأةً كريمة في كنف عائلتها ميسورة الحال، حيث حرصا والديها على تلقيها التعليم في أحسن المدارس بلندن، و وفرا لها كل الظروف الملائمة لذلك، و في سنة 1996 تخرجت أسماء بشهادة بكالوريا في علوم الكومبيوتر من كلية "الملك" التابعة ل"جامعة لندن". و لكن أسماء الطموحة لم تقتنع بهذا و كانت طامعة في المزيد و المزيد، فسافرت بعدها إلى ولاية نيويورك الأمريكية للتدريب على العمل المصرفي، لتصبح بعدها "محللة مالية" مختصة في "الاندماج و الاستيلاء"، الأمر الذي فتح لها الطريق للعمل في أكبر البنوك الأوروبية و من بينها بنك "جي بي مورقان" الشهير.-زواجها من بشار الأسد:
لم يتحدث الثنائي بشار و أسماء عن علاقتهما و كيفية تعارفهما في المملكة المتحدة، لكن بعض المصادر المقربة منهما أفادت أن أسماء قد تعرفت على زوجها الحالي بشار الأسد أثناء زيارة صيفية لها إلى سوريا سنة 1990، و نشأت بينهما علاقة صداقة طيبة عن طريق أبناء خالة أسماء المدعوة "سعدات العطري" زوجة اللواء "عدنان الدباغ" ضابط المخابرات السورية الذي شغل منصب وزير الداخلية من عام 1976 إلى 1980، فقد جمعت بشار علاقة صداقة قوية مع أبناء خالة أسماء سابقاً. و إستمر التواصل بين الثنائي بعدها بشكل عادي، حينها كان بشار شابًا طموحًا يرغب بإكمال دراسته في إحدى جامعات بريطانيا، و ربما رأى في أسماء طريقًا مختصرًا له في هذا.سافر بشار لإكمال دراسته في لندن تاركاً وراءه أخيه الأكبر "باسل" مستعدا لوراثة كرسي أبيه الرئاسي، خاصة في ظل مرض "حافظ الأسد" بالسرطان و فقدان الأمل منه نهائيًّا. ذهب لتحقيق طموحاته في دراسة طب العيون حينها عرفته أسماء على والدها طبيب القلب المعروف "فواز الأخرس"، و نشأت بينهم علاقة صداقة وطيدة خفية عن أنظار "آل الأسد" كونهم يرفضون أي علاقات محبة خارج الطائفة العلوية.
استمرت العلاقة بين الثنائي بشكل طبيعي، و صاحبتها لقاءات و خرجات رومانسية كأي علاقة حب عادية إلى غاية سنة 1995، حيث وَرد إتصال لبشار من سوريا يخبرونه فيه أن أخاه "باسل" وريث العرش قد مات، و عليه العودة لسوريا ليحل محله.
سافر بشار إلى سوريا دون رجعة ليستلم زمام الأمور، و يتحضر لخلافة والده تاركاً حبيبته أسماء الأخرس خلفه. و حتى في ظل تلك الظروف الصعبة تمسك الثنائي بحبهما لبعض، و لم تكف أسماء عن زيارته بين الحين و الآخر رغم انشغالها بالدراسة، و تدريبها على العمل المصرفي في نيويورك.
حافظ بشار و أسماء على علاقتهما رغم رفض "عائلة الأسد" القاطع للعلاقة، و رفضهم لزواج إبنهم من سنية مشبعة بالثقافة الغربية عاشت كل حياتها خارج أسوار البلد. و ظلوا غير مقتنعين بها إلى غاية وفاة الرئيس السوري "حافظ الأسد" يوم 10 جوان 2000، حيث جاء دور بشار لإستلام الرئاسة وإعلانه الرئيس الرسمي لسوريا، ليصبح بذلك الآمر الناهي الأول و الأخير في البلد و لا أحد يستطيع أن يعارضه في شيء، و كان عمره حينها 35 سنة.
جاءت أسماء لتحضر مراسيم تعيينه، و تشهد على استلام حبيبها و رجل قلبها الأول مفاتيح السلطة في بلدها الأم، و قد كانت حينها مجرد محللة بنكية في بنك "جي بي مورقن" البريطاني. ليتم بعد بضعة أشهر و بالضبط في 18 ديسمبر 2000 إعلان زواج أسماء الأخرس من الرئيس السوري بشار الأسد، رغم إعتراض العائلة كلها و وقوفهم في وجه قرار بشار الذي وصفوه بالقرار الخائب، لكن حبهم و تعلقهم ببعض كان فوق كل شيء. ولاحقا أنجبت أسماء من بشار أولاده الثلاثة.
-لمساتها في الحكم:
دخلت أسماء القصر الجهوي كزوجة للرئيس بشار في ظل وجود أمه "أنيسة مخلوف" المرأة المتسلطة و المسيطرة، و التي كانت تحتقر أسماء كثيرًا و تحاول التظليل على وجودها، حيث احتفظت أنيسة بلقب السيدة الأولى بوجود أسماء، و مارست كل مهام هذا المنصب بشكل عادي. لكن أسماء كانت تتعدى والدة بشار بمراحل من ناحية ثقافتها و ذكائها، بالإضافة إلى شهاداتها التعليمية و النجاحات التي حققتها، في المقابل كانت أنيسة مجرد معلمة آداب بسيطة و سيدة جِد تقليدية. فبمجرد دخول أسماء القصر بدأت بخطف أنظار الجميع إتجاهها، و أصبحت حديث الشعب و الأوساط الاعلامية في سوريا.شرعت أسماء الأسد في إنشاء منظمات و مؤسسات غير حكومية مثل "مؤسسة الفردوس للتنمية و تطوير الريف السوري"، و التي جابت من خلالها كل المدن و القرى السورية بدافع الإصلاح. بالإضافة إلى محاولتها الظهور مع زوجها بشار في المناسبات الرسمية و المهمة قدر الإمكان، مما أدى إلى توسع دائرتها الشعبية في سوريا و حب الناس لها، على عكس "أنيسة" الإنطوائية التي كانت نادرة الظهور الإعلامي.
كانت تسعى "أسماء الأسد" لإبراز دور المرأة السورية في المجتمع، و دعم أعمال النساء و تسليط الضوء على مناصبهن و دورهن في الدولة.
ظلت سيدة الياسمين على هذه الحال، تبذل قصارى جهدها و تكثف من ظهورها الإعلامي لإثبات نفسها على حساب حماتها المتسلطة "أنيسة المخلوف"، إلى غاية قيام الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد سنة 2011، و اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، حينها اختفت أسماء عن الساحة الإعلامية بشكل مفاجئ، لكنها احتفظت ببعض المشاريع الإجتماعية خلال الحرب.
في ظل كل تلك الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا، لم تتوقف أسماء عن دعم زوجها و محاولة تحسين صورته إعلاميًا. و رغم الحصار الاقتصادي و السياسي الذي فُرض على سوريا طوال سنوات الحرب و إلى حد الساعة، و الاتهامات الاجرامية التي طالت بشار و حكومته جراء قمع المتظاهرين و سجنهم و تعذيبهم بأبشع الطرق فضلت أسماء التمسك بزوجها بشار، و صرحت في مقابلة صحفية لها أنها تلقت مئات العروض للانفصال عن بشار و الخروج من سوريا، لكنها رفضتها كلها و فضلت البقاء بجانب زوجها و أولادها، مأكدةً أنها عانت و تضررت هي و عائلتها كمعاناة أي عائلة سورية بسيطة، و أنَّ حياتهم لم تكن مريحة أبداً كما يتحدث البعض، بل إن الرعب و الخوف كان يحيط بهم من كل جانب.
في فبراير من سنة 2016 توفيت "أنيسة مخلوف" والدة بشار، و التي كانت تَضَع كل مفاتيح السلطة و الأعمال بين يدي أقربائها من عائلة "المخلوف". و خلت الساحة لأسماء الأسد و عائلتها من "آل الأخرس" و "آل الدباغ"، بعدما كانت تمنعهم "أنيسة" من محاولة التوغل في أطراف السلطة.
بدأت أسماء بالترويج لنفسها عن طريق الأعمال الإنسانية، و ذلك بمساعدة المتضررين من الحرب خصوصًا الأطفال و النساء، و عائلات العساكر القتلى الذين تركوهم متشردين خلفهم. و خطوة بخطوة زاد توسع نفوذ أسماء ليشمل قرارات بشار و سياسته و حكومته، فقد كان يستشيرها بكل أعماله المهمة. كانت تسعى أسماء إلى لفت كل الأنظار إليها، و توسيع دائرة شهرتها و تأثيرها بين الناس و العالم أجمع.
في أغسطس من عام 2018، أعلن القصر الرئاسي عن إصابة أسماء بسرطان الثدي، لتصبح حديث الساعة في الأوساط السورية و العربية. و ظهرت بعد إعلان الخبر بأيام رفقة زوجها الرئيس بشار في المستشفى العسكري بدمشق لتلقي أول جرعة كيمياوي لها، و كان بشار يمسك بيدها مظهرًا دعمه الكبير لها.
ظهرت أسماء عدة مرات أثناء مرضها و تلقيها العلاج الكيماوي بجسد هزيل و نحيل جدًا، و كانت تضع غطاءًا على رأسها لإخفاء تساقط شعرها. و كان إعلام النظام السوري يحاول بشدة تسليط الضوء على مرضها، و على جلسات علاجها ليظهر قوتها، فقد كانت أسماء بمعنويات عالية، و الضحكة لم تفارقها أبدا أثناء مرحلة العلاج. و من جهة أخرى أكدت وسائل إعلام المعارضة بأن مرضها مجرد كذبة، و محاولة فاشلة لتسليط الأضواء عليها و كسب عطف و شفقة الناس.
ظهرت سيدة الياسمين كما يدعوها السوريين بعد سنة من إصابتها بالسرطان في مقابلة تلفزيونية، و أكدت أنها تعافت بشكل نهائي من المرض الخبيث، و لم يبقى له أي أثر في جسدها. كما أشارت أن كل مراحل علاجها تمت في سوريا، و أنها فخورة جدًا بالمستوى الصحي الذي وصلت له المستشفيات السورية بأطباءها و أطقمها و بالتقنيات العالية في العلاج. و قد كانت ممتنة لكل من قام بدعمها خاصة زوجها بشار الذي لم يتركها لحظةً واحدة.
بعد شفاء أسماء من مرض السرطان و تعافيها التام، دخلت في معركة مفتوحة لتصفية وجود "عائلة المخلوف" في السلطة السورية، خاصة مع "رامي مخلوف" إمبراطور الإقتصاد السوري الذي يسيطر على 80% من القطاع النفطي في سوريا، محاولةً بهذه المعركة إزالة مخلفات "أسماء" من طريقها ليخلوا الجو لها و لأقربائها من "آل الدباغ". خصوصًا بعد رفض "رامي مخلوف" طلب بشار بدفع التعويضات التي طالبت بها روسيا كمقابل لمساعدة النظام السوري في حربه ضد المعارضين.
طالبت أسماء "رامي مخلوف" بدفع ضرائب و أموال مستحقة للدولة بقيمة ملايير الدولارات، كان قد تهرب "رامي" من دفعها، أو يمكن القول أنه قد أُعفيَّ من دفعها بوساطة عمته "أنيسة مخلوف".
إستغلت أسماء هذه القضية للسيطرة على العديد من مؤسسات "رامي" الخيرية كجمعية "بستان الخيرية" من خلال لجنة مكافحة غسيل الأموال، التي أسستها و عينت بشار على رأسها. كما وضعت أسماء تحت وصايتها كل من شركة الإستثمار الخلوي "سيرتل" بالإضافة لشركة "أم تي أن"، و عينت على رأسيهما مديرين من أتباعها.
و بهذا تكون قد استغلت خبرتها كمحللة بنكية مختصة في الاستيلاء و الاندماج لكسر شوكة "آل مخلوف"، و أكملت في مهمتها للسيطرة بإدخال أقربائها من "آل الدباغ" لساحة السلطة، و حشرهم في كل صغيرة و كبيرة، بتسليهم عدة مشاريع كان أبرزها شركة "إيما" التي حملت الإسم الذي كان يناديها به البريطانيون.
لم يتغاضوا "آل مخلوف" عن الإهانة التي وجهتها لهم أسماء، فكانت أول ضربة وجهوها لها هي فضح احتيال و استغلال شركة "تكامل" للسوريين. هذه الشركة التي يقف على رأس مجلس إدارتها "مهند الدباغ" إبن خالة أسماء و الذي يملك حصة 30% من الشركة.
تم تعاقد حكومة بشار مع شركة "تكامل" سنة 2016، لإصدار البطاقة الذكية و التي إِعتُمِدت لتوزيع المحروقات بشتى أنواعها أنذاك. و تم توسيع دائرة إستخدامها بقرار من الحكومة السورية سنة 2020، لتشمل توزيع مختلف المواد الغذائية المدعومة من الدولة كالسكر و الأرز و الشاي و الخبز.
فأصبح على المواطن السوري إذا أراد الحصول على جرة غاز أو رغيف خبز أن يكون لديه البطاقة الذكية، و إلا سوف تكون رحلته شاقة و طويلة للحصول على حاجياته اليومية دون البطاقة، فقد أصبح كل شيء يباع عن طريقها. و قد تم توجيه الكثير من الاتهامات من قبل السوريين لهذه البطاقة، بسبب الأعطال الفنية التي طالتها عند الإستخدام، كما أنَّ التوزيع لم يشمل كل السكان، بل قُدِمت لفئة معينة من الناس فقط.
بعد فضح تواطئ أسماء الأسد مع مدير الشركة الذي هو إبن خالتها "مهند الدباغ"، و تَبَين كسبهم لملايين الدولارات على حساب السوريين. ثار الشعب و أعرب عن غضبه الشديد إتجاه البطاقة الذكية مطالبًا بمقاطعتها في أقرب وقت، مما اضطر وزير التجارة السوري "عاطف النداف" إلى إعلان أن شركة "تكامل" لم تعد مسؤولة عن تشغيل نظام البطاقة، و أن مهمة إصدارها و التحكم فيها انتقلت بصفة رسمية ل"وزارة الإتصال".
لم يتوقف إنتقام "آل المخلوف" عند هذا الحد و حسب، بل وصل إلى فضح صفقة شراء بشار للوحة فنية قدرها 30 مليون دولار كهدية لزوجته أسماء. و تم نشر الصفقة بالتفصيل عن طريق الإعلام الروسي، حيث إتهمتهم مجلة "غوستوفوستي" الروسية بتجاهل معاناة الشعب السوري الذي يعيش الفقر المتقع و المعاناة اليومية للحصول على رغيف خبز، بينما يعيشان برفقة أولادهما حياة مترفة من كل الجوانب.
و يبدو أن الحكومة الروسية منزعجة جدًا من تدخل سيدة سوريا الأولى في إقتصاد البلد، خصوصًا بعد المماطلة السورية في تحديد حصة روسيا من الغاز السوري، و التي أرجعت روسيا أسبابها لتدخل أسماء في الإقتصاد. فقد باتت تسيطر مع أتباعها و على رأسهم "أبو علي خضرة" على 70% من الاقتصاد السوري، و هذا الذي لن تسكت عليه بعض الجهات أبدًا.
و في ظل إنتشار الفقر و العوز في أوساط السوريين، و غلاء الأسعار، و إنتشار الطوابير على أبسط حاجيات الفرد كالخبز و البنزين، و توقف حركة السير نهائيًّا في شتى المدن، بسبب الحصار الدولي المفروض على سوريا. لازالت أسماء تحاول بكل قوتها خلق صورة جيدة لمناطق النظام، و إظهار أن كل شيء بخير و تحت السيطرة، و لو بالتمثيل و الإدعاء، و ذلك من خلال خرجاتها الإعلامية و مقابلاتها التلفزيونية، التي تسعى من خلالها للتأكيد أن سوريا بلد الديموقراطية و الأمن، و أن كل ما يُنشَر من سلبيات عن هذا البلد في الأنترنت هو محاولات لتشويه صورته بين دول العالم فقط.
عُلِقَت في السنوات الأخيرة صور للسيدة أسماء بجانب صور الرئيس بشار في العديد من المقرات الحكومية، في إشارة واضحة لأهميتها و ثقل إسمها و منصبها في دائرة الحكم، لدرجة ظَنَّ البعض أنها ستكون خليفة بشار في الرئاسة بدل إبنهما "حافظ بشار الأسد"، بالنظر إلى كمية التأييد و الجماهيرية التي تحظى بها في أوساط الشعب.
في أواخر 2020، فَرضَت الو.م.أ عقوبات على أسماء هي الأولى من نوعها، و تم اعتبارها من الشخصيات السورية التي ساهمت في قمع السوريين بشكل أو آخر، لتلحق بحماتها "أنيسة مخلوف" التي وُجِهَت لها نفس التهمة من طرف الإتحاد الأوروبي.
و في سنة 2021 أَخرَجت بريطانيا ملف أسماء للدراسة، و إتهمتها تهم ثقيلة، كما هددت بسحب الجنسية البريطانية منها، مع إمكانية صدور حكم إلقاء القبض عليها من طرف "الإنتربول" في حال خرجت من سوريا.
هدف السيدة أسماء الأساسي حاليًا هو إيصال إبنها البكر "حافظ بشار الأسد" إلى كرسي الرئاسة بأمان و دون أي خسائر. فهل ستكون قوية و ذكية بما فيه الكفاية لتكسب هذا التحدي أيضاً ؟! الأيام القادمة ستوضح كل شيء.