أنيسة بومدين سيدة الجزائر الأولى و زوجة الزعيم هواري بومدين، نسبها و أصولها اليهودية و قصة حبها هي و الرئيس الراحل.
-أنيسة بومدين:
صورة من الأرشيف لأول ظهور للسيدة أنيسة رفقة زوجها الراحل هواري بومدين
نسبها و عائلتها:
هي عقيلة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، اسمها الكامل قبل الزواج هو أنيسة محمد المنصالي، تنحذر من عائلة المنصالي الأرستقراطية العريقة، و التي تعد من أغنى و أعرق العائلات في الجزائر حينها، حيث كانت تسيطر على نصف أراضي العاصمة أنذاك.كانت أنيسة إبنة والديها الوحيدة و المدللة، والدها هو أحمد المنصالي، كان رائجا في توزيع الأفلام السنمائية القادمة من المشرق و المغرب العربي أثناء فترة الاستعمار، و هو من أدخل أفلام فريد الأطرش و محمد عبد الوهاب و الكثير من الأفلام الشهيرة لقاعات السنما الجزائرية، كما استقبل الممثل المسرحي الشهير يوسف وهبي و جاب به نصف مدن الجزائر. أما والدة أنيسة فهي من أصول سويسرية يهودية، توفيت و تركت أنيسة شابة مع والدها الذي اختار عدم الزواج مجددا، و إعتنى بأنيسة و رباها و حرص على تعليمها و دعمها لتصبح امرأة قوية و مثقفة من كل الجوانب.
أنيسة هي حفيدة أمحمد المنصالي، كان جدها مفكر و مؤسس "نادي الترقي" بالجزائر العاصمة الذي كان على علاقة وطيدة مع جمعية العلماء المسلمين الواجهة الرسمية للدين الإسلامي و اللغة العربية في الجزائر، و رغم ثقافة والدها و جدها العربية إلا أنها تلقت تعليما فرنسيا كاملا من الطور الإبتدائي إلى غاية التعليم الجامعي، و هذا يعود لمنع الإستعمار الفرنسي تدريس العربية في المدارس الجزائرية و استبدالها بالفرنسية كلغة رسمية، لذلك كانت لا تجيد الحديث بالعربية قبل زواجها من الرئيس بومدين أبدا.
دراستها و تعليمها:
بعدما أنهت أنيسة دراستها الثانوية اتجهت لدراسة الحقوق في جامعة الجزائر العاصمة، لتلتحق بعدها بجامعة "السوربون" الفرنسية بباريس و تحصل على شهادة ليسانس منها، ثم تخرجت و عادت إلى بلدها الجزائر لتعمل كنائب وكيل في محكمة العاصمة، و تفتح مكتب محاماة لاحقا لتزاول فيه أشغالها كمحامية، كما كانت أنيسة كاتبة مقالات باللغة الفرنسية في الجرائد اليومية بالاضافة لإلتحاقها بورشات "جبهة التحرير الوطني" لتصبح عضوة حزبية، كما عُرِفَت أنيسة بدفاعها عن حقوق المرأة الجزائرية، و بدعمها للنساء الجزائريات هي و زوجها طول سنين حُكمِه، و تشجيعهن على الدراسة و التعليم و بلوغ أعلى المناصب في الدولة، و قد نشطت في صفوف "الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات" و كانت عضوة بارزة فيه.بعد زواج أنيسة بالرئيس هواري بومدين، إلتحقت بالجامعة الجزائرية لدراسة اللغة العربية، و أخذت شهادة ليسانس في الأدب العربي، فهي بالإضافة إلى كل ما سبق مؤرخة و شاعرة و أديبة لها عدة مؤلفات و دراسات بالفرنسية في التاريخ و الأدب العربي، و ترجمت الكثير من الكتب و القصائد و الأشعار العربية إلى اللغة الفرنسية و العكس أيضا.
-زواجها من هواري بومدين:
ما قبل اللقاء:
أَكدَت أنيسة بومدين في عدة مقابلات لها أن عائلتها كانت ثورية بامتياز، و أن والدها أحمد المنصالي قام بتحويل قاعة سنما كان يملكها لمخبأ للثوار أيام الثورة الجزائرية، و جدها كان من أكبر الداعمين للمجاهدين وقتها.سرعان ما توالت الأيام و نجحت الثورة و أخذت الجزائر استقلالها من فرنسا، ليُنَصَّب أحمد بن بلة كأول رئيس للجزائر المستقلة، كان يعرف هذا الرئيس بحساسيته تجاه البرجوازيين في البلد، حيث تبنَى سياسة التأميم تجاه عدة قطاعات في الدولة، و شمل التأميم أيضا دور السنما، فكان والد أنيسة يَمقتُه كثيرا و يعترض على سياسته و أسلوبه في التسيير، و كان يؤيد بشدة انقلاب هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة و يدعمه ظنّاً منه أنه سيكون أرحم منه و يلغي التأميم، و لكن حدث العكس تماما فبعد انقلاب بومدين على أحمد بن بلة سنة 1965 و استلامه الرئاسة بدلا منه، قام بومدين بالتأميم على كل القطاعات، و ضَمَّ قاعات سنما محمد المنصالي إلى أملاك الدولة. حَزِنَ أحمد والد أنيسة لذلك كثيراً فالسنما كانت هوايته و عشق روحه منذ الصغر، و لم تكن مجرد عمل بالنسبة له، فأُصِيبَ بضعف في القلب و سيطرَ عليه الإكتئاب و لحِقَت به عدة أمراض مزمنة، حينها كانت أنيسة في أواخر العشرينات و قد أنهت الحقوق في فرنسا، و عادت للاعتناء بوالدها الوحيد الذي فضل أن يَضَّل أعزب بعد وفاة أمها، فكانت تتألم كثيرا و هي ترى أباها يذبل أمامها و يختفي من المرض و الحزن، فقررت أن تتدخل و تفعل شيئا من أجله عوضاً من الجلوس و رؤيته يموت أمام عينيها بسبب فقدانه عمله، فطلبت مقابلة وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى الذي كان حينها وزيرا للثقافة و الإعلام، لتطلب منه التوسط مع الرئيس لكي يتراجع عن تأميم سنما والدها، لكنه صاح في وجهها بأن بطاقة توزيع الأفلام هي إمتياز ليس في متناول الجميع و عليها تقبُل القرار فالقانون فوق الجميع دون إستثناء، لم تيأس أنيسة من هذا الرفض و قررت أن تبذل كل ما في وسعها لتخرج أبيها من الإحباط الذي أحاط به، فطلبت لقاء المرحوم قايد أحمد أحد المسؤولين في جبهة التحرير الوطني و أقرب الناس للرئيس هواري بومدين، و قدمت نفسها له كنائبة وكيل في محكمة العاصمة مستغلةً منصبها بذلك فلربما يوافق على مساعدتها، لكنه تهرب من مساعدتها و طلب منها في المقابل الالتحاق بورشات جبهة التحرير الوطني لحل مشاكل الشباب الجزائري بعدها سيفكر بطريقة لحل مشكلة والدها، فوافقت أنيسة على طلبه و التحقت بصفوف الحزب، و بدأت بمزاولة مهامها بشكل عادي في ورشات الحزب مع الاحتفاظ بعملها كنائبة وكيل، و استمرت في نفس الوقت بالضغط على القايد أحمد صديق الرئيس و إحراجه متى سمحت لها الفرصة بذلك لحل مشكلتها، و كان كل مرة يُخبِرهَا بأن الأمر معقد، لكنها لم تتوقف عن المحاولة إلى أن قرر أن ينظم لها موعدا مع الرئيس هواري بومدين لتطرح عليه مشكلتها مباشرةً، و وافق الرئيس على مقابلتها و كان ذلك بعد 100 يوم من عملها في صفوف جبهة التحرير الوطني.
أول لقاء:
جاء اليوم الموعود بين الثنائي، كان لقائهما الأول في مقر الرئاسة بالعاصمة، استقبلها الرئيس بومدين في مكتبه، و بالضبط على طاولة الإجتماعات الخاصة به. لا أحد فيهما كان يعرف ما يخبئُه له القدر، فأنيسة كان هدفها الوحيد حل مشكلة والدها، أما الرئيس بومدين فكان يعتقد أنه سيُقابِل مجرد مواطنةٍ عادية و يستمِع إلى مشاكلها كما يفعَل بالعادة مع بقية المواطنين، من بعدها يقرر إذا كان يريد مساعدتها أو لا.كانت أنيسة المنصالي فتاة جميلة جداً، فتاة جزائرية ذات جمال اسكتلندي مشبع بثقافة و أناقة اللايدي الباريسية. إلتقى الثنائي و جلسا متقابلين على طاولة واحدة بعد عناءٍ طويلٍ من أنيسة، و كانت صدمتُها كبيرةً حينما علمت أن الرئيس يَعرِفُها و أنها قد لَفتَت انتبَاهه خلال افتتاح السنة القضائية، كما كان يقرأ مقالاتها التي كانت تكتبها على جريدة المجاهد اليومية في نسختها الناطقة بالفرنسية دون أن يَعرِف أنّها من تدوينها طبعا.
سُّحِر بومدين بكل تفاصيل أنيسة و أعجب بها منذ أول وهلة رآها فيها، و أَحبها أكثر حين إلتقى بها و تبادلا أطراف الحديث، كانت جلسة مطولة حكت فيها مشكلة والدها و بعضاً من تفاصيل حياتها، و حكى لها بدوره مشاكلهُ و استشارها في العديد من الأزمات التي تواجهه و تعرقل سير حكمه، بينما كانت تُنصِتُ لهُ بكل حواسها. كان هذا أول لقاء بينهما و بلا شك لم يكن الأخير، بعد هذا اللقاء دَعَى الرئيس أنيسة إلى مكتبه عدة مرات، و من ثم بدأ يُبدي لها إعجابهُ فأصبح يدعوها إلى مواعيد غرامية ليتعرفا على بعضهما أكثر فأكثر.
تطور العلاقة بينهما:
يُقال أكثر ما أَعجَب بومدين في أنيسة هو شخصيتها الهادئة و الرزينة و الكتومة، فكانت كالبئر العميق يرمي فيه أسراره و يعرف أنها لن تخرج إلى الضوء أبداً، كما كان يحب كثيرا حاجتها إليه، و كيف كانت تعتبره سندها و كتفها التي تَتكِأُ عليها كونها وحيدة دون أصدقاء و لا أشقاء و يتيمة الأم، لم يكُن لها سوى والدها الذي أدركه العمر و أنهكه المرض، فكانت ترى أنيسة في بومدين مثال الأب الحنون و القوي في نفس الوقت، الذي يدعمها و يحل لها مشاكلها مهما كانت مستعصية، فيما كان يَرَى فيها بومدين الإبنة الضعيفة و المدللة التي هي بحاجة إلى الإمساك بيده من أجل الوقوف و الحياة.بدأ الثنائي في المواعدة سرا دون علم أحد، حيث صرحت أنيسة في مقابلة حديثة لها مع مجلة فرنسية أن قصة حبهما كانت سرية و خفية عن المخابرات الجزائرية، و أن الرئيس قدمها لعائلته بصفتها سكرتيرته الخاصة، ظلت أنيسة تطل على مكتب الرئيس من الحين للآخر و تحافظ على عملها كمحامية و وكيل نيابة في نفس الوقت.
مرت السنين سريعا و كان بومدين مشغولا بأعماله و مهامه، فيما كانت أنيسة تنتظر اليوم الموعود الذي سيطلب الرئيس فيه يدها للزواج، و لكنه كان يقضي كل وقته بالتحضير لدورة حركة عدم الانحياز التي قُرِرَ عقدُها في الجزائر سنة 1973، و التي سيَستقبِل من خلالها كبار السياسيين و الرؤساء من المعسكر الشرقي، فقد كان يسعى لوضع حجر أساس ما كان يُسمِيه بالثورات الثلاث الزراعية و الصناعية و الثقافية، في حين كانت فرنسا تترقب منه غلطة واحدة لتنقض عليه هي و حلفائها من المعسكر الغربي، و في ظّل كل هذه التحضيرات إنشغَل بومدين عن أنيسة فكان لا يلاقيها و لا يتصل بها و لا يسأل على أحوالها، ما أدخل وسواس الشك إلى قلب أنيسة خصوصا بانتشار شائعات مفادها أن الرئيس يخطط للزواج بفتاة من مدينة تلمسان، لكنها مع ذلك تمسكت به و تذكرت وعده لها بأنها حبه الأول و الأخير و أنها الوحيدة التي سَيُكمِل معها حياتهُ.
زواجهما:
إنتهى الرئيس بومدين من انشغالاته مع دول عدم الانحياز، و لاقت الدورة التي أقيمت بعد 11 سنة من الاستقلال نجاحا جيدا و حققت الأهداف المطلوبة، و جاء دور أنيسة ليعطيها وقته و يعوضها عن الأيام التي أهملها فيها، حيث طَلبَ منها تجهيز نفسها للزواج و إعلانه رسميا.تزوجا الثنائي بعد أيام قليلة من الدورة و أربع سنوات من الحب و المواعدة، و أقاما حفلة حضرتها والدته المرحومة "تونس بوهزيلة" و شقيقه و والد أنيسة محمد المنصالي، لتصبح بذلك سيدة قصر المرادية الأولى. و يقال أنه اِشترَط عليها قبل الزواج أن تُغلِق مكتب المحاماة الذي كانت تديره في العاصمة، لكنها قالت في تصريحات حديثة لها بعد موتِه أنه هو من أدخلها القضاء و دعمها لتكون فيه، و أنه كان يريد أن تتولى النساء القضاء في الجزائر، و أضافت أن بومدين كان يدافع بشدة عن حقوق المرأة، و يحب الإرتقاء بالمناصب للنساء و لكن بترقيات محسوبة و ليست فوضوية على حد قولها.
لم تنجب أنيسة أولادا من الرئيس نظرا لقصر مدة زواجهما، فقد توفي الزعيم هواري بومدين كما يُلقِبُه الجزائريون بعد خمس سنوات فقط من زواجه، و لكنهما عاشا في هذه الفترة أجمل سنين العمر، فكانت أنيسة ترافقه أينما ذهب في جولاته الرسمية و غير الرسمية، و كان الحب و التفاهم باديا على وجهيهما في كل ظهور لهما.
-لمساتها في الحكم:
شغلت أنيسة منصب السيدة الأولى لمدة خمس سنوات فقط، و كرست من خلالها كل طاقتها لدعم زوجها أولا و لدعم نساء الجزائر و شبابها ثانيا من خلال البحث في مشاكلهم و محاولة وجود حلول لها.كان أول ظهور لسيدة المرادية سنة 1973 أي بعد زواجها بأشهر، و ذلك خلال إستقبال الرئيس بومدين نظيره من الكونغو الديمقراطية "موبوتو سيسي سيكو"، و كانت تبدو السيدة أنيسة بومدين في قمة الرقي و الأناقة، حيث كانت ترتدي طقما أبيضا و حذاءا أسودا، و تحمل حقيبة يد سوداء مع تسريحة شعر بسيطة و فخمة في نفس الوقت جعلها تبدو في منتهى الرقة و الجمال.
كانت أنيسة تحرص على مرافقة زوجها الرئيس في معظم جولاته العالمية، و خلال إستقباله لرؤساء الدول، كما حرصت أنيسة على ارتداء الأزياء التقليدية الجزائرية خاصة القفطان و الكاراكو الجزائري، فكانت معروفة بأناقتها في ذلك الوقت و جاذبيتها الغير معهودة.
ظلت السيدة أنيسة ترافق الرئيس في خرجاته و تؤدي مهامها كسيدة أولى بصفةٍ عاديّة، و في نفس الوقت بدأت أنيسة فَرنسِيةُ اللسان و غَربِيةُ الثقافة إظهار تَأثُرِها الكبير بالثقافة العربية و الإسلامية لزوجها الرئيس بومدين، حيث إنبهرت سيدة قصر المرادية بالثقافة العربية و عشقت لغة الضّاد التي لم تكن تجيد منها إلا بضع كلمات، و صرحت في إحدى مقابلاتها أن الزعيم كان يَعشَقُ اللغة العربية و يَعتَزُ بها كثيرا و لهذا عمل على تعريب كل ما هو جزائري، و أحضر مُدَرسِينَ من عدة دول عربية خاصة من مصر من أجل ذلك، مأكدةً أنها اكتشفت من خلاله الثقافة العربية و تاريخ الحضارة الإسلامية بشكل واسع، و أضافت قائلةً "أتذكرُ أنه كان يُمازحنِي بسرد أبيات من الشعر العربي و يتباهَى بأنه يَحفظُها منذ الإبتدائي"، كما صرحت أنها دخلت الجامعة كطالبة عادية، و أخذت شهادة ليسانس في الأدب العربي لأنها كانت تشعرُ دائما بعقدة نقص تجاه زوجها الذي كان بارعا في اللغة العربية و ذلك لدراسته في الأزهر الشريف، و كان دائما ما يُغِيضُها بسرد أشعار و قصائد لها و كانت تغضب بشدة لأنّها لم تكن تفهم منها شيء.
مرت خمس سنوات على زواجهما، و أصيب الرئيس بمرض مجهول و فتاك لم يُصَرَحْ عنه لحد الساعة، بعض المصادر تقول أن مرضهُ كان طبيعيا، و مصادر أخرى تقول أنه قد مات بسم الثاليوم القاتل. عانى الرئيس كثيرا خلال مرضه و ظلت أنيسة بجانبه تلك الفترة إلى أن توفى، و بوفاته خَسِرَت الجزائر زعيما و رجلا قويّا لن تُنجِب منه إثنان، و خسرت أنيسة حبيبا و زوجا و سندا لن تجد له مثيلا أبدا، و برحيله انتهت قصتهما و انتهت قصة سيدة الجزائر الأولى أنيسة المنصالي بومدين التي كانت من أجمل و أقوى الشخصيات النسائية التي مرت على تاريخ الجزائر.
ظلت السيدة أنيسة تدافع عن زوجها المرحوم بعد سنوات من وفاته، و إلى يومنا هذا لازالت ترد بنبرة حادة على كل من يتكلم عنهُ بسوء، حيث خاطبت معارضِي زوجها و منتقدِي فترة حكمه بقسوة قائلةً " زوجي خط أحمر و لن أسكت عن من يحاول تلطيخ سمعته و شرفه"، كما تحدثت في تصريحات جديدة لها عن الظلم الذي تعرضت له من طرف الرئيس الشاذلي بن جديد الذي تلى زوجها هواري بومدين في الحكم، و قالت أنه تم طردها من منزلها و تهديدها بالقتل، و هي الآن مستقرة في شقة إيجار بفرنسا، و عندما تعود للجزائر تتكفل الدولة بإستقبالها في فيلا خاصة.
رغم جمال و شباب أنيسة الذي يجعلها حلما لآلآف الرجال، لكنها قررت أن تعيش على ذكرى زوجها المرحوم بدلاً من الزواج و تقاسم الحياة مع غيره، و ظلت تُذَكِرُ به الناس في كل مناسبة رغم أنه شخصية غير قابلة للنسيان و لازال عالقا في ذاكرة كل مواطن جزائري لحد الساعة، و قالت في حوار صحفي لها مُعرِبَةً فيه عن حبها الشديد للرئيس بومدين "لو لم أكن زوجة بومدين لتمنيت أن أضحي بحياتي من أجله".